واقع حاضنات التقنية كآلية لتعزيـز ركائز الاقتصاد المعرفي بالمملكة العربية السعودية: دراسة تطبيقية على حاضنات التقنية التابعة لبـرنامج بادر

الملخص

من منطلق أن العنصر الحاسم في نجاح حاضنات التقنية (وهي الحاضنات التي تساعد المبتكريـن في مجال تقنية المعلومات والاتصال والتكنولوجيا في تحويل أفكارهم إلى سلع ملموسة) يـرجع بقدر كبيـر إلى ضرورة الارتقاء بمستوي الخدمات التي تقدمها ومنها (المالية،الإدارية،الفنية،المحاسبية،الإستشارية والمعلوماتية،القانونية،اللوجستية)، وحيث إن تشخيص وتحليل واقع حاضنات التقنية يُعد أحد الوسائل التي تساعد في تحسيـن الخدمات المقدمة للمستفيديـن من تلك الخدمات وذلك من خلال التعرف علي العوائق والتحديات التي تواجه حاضنات التقنية، فقد تمثل الهدف العام للبحث في دراسة واقع حاضنات التقنية التابعة لبـرنامج «بادر» بالتعرف على مستوى الخدمات المقدمة من حاضنات البـرنامج والدور الذي تلعبه في تعزيـز ركائز الاقتصاد المعرفي والتحديات والعوائق التي تواجه المشروعات المحتضنة بالبـرنامج من وجهة نظر أصحاب المشروعات المحتضنة وذلك بالتطبيق على جميع حاضنات بادر بالمملكة العربية السعودية والتي تحتضن (329) مشروعًا تقنيًا، وبلغت عينة البحث (222) صاحب مشروع، وأظهرت نتائج البحث أن الخدمات (الاستشارية والمعلوماتية) هي أهم الخدمات التي تقدمها حاضنات التقنية بادر بينما تـركزت أهم العوائق حول عدم إعداد الموازنات والتنبؤات المالية الخاصة بعمل المشروع، وعدم توفر التمويل المتناسب مع طبيعة المشروع، ومثلت ركيـزة (تنمية الموارد البشرية) ودعم أنشطة (التكنولوجيا والاتصال) أهم ركائز الاقتصاد المعرفي التي تعززها حاضنات البـرنامج.

وأخيـرًا أمكن التوصل إلي عدد من التوصيات الهامة التي يمكن أن تساعد علي تحسيـن جودة الخدمات المقدمة من حاضنات التقنية، وتشمل أهمية إيجاد روابط بيـن المبتكريـن وممولي المشروعات، مع الاهتمام بآليات تسويق المنتجات التكنولوجية والاهتمام بتأهيل القائميـن علي إدارة الحاضنات والتوعية المجتمعية عن بـرامج حاضنات البـرنامج وضرورة ربط حاضنات البـرنامج مع مراكز بحثية عالمية، وإنشاء إدارة للمخاطر بالحاضنة لحماية المشروعات التقنية المحتضنة من مشكلات التعثـر والفشل.